“مروّح ع فلسطين” عرض مسرحي يوثق المعاناة اليومية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال

أطلق مسرح “الحرية” في مخيم جنين، اول من امس، سلسلة عروض مسرحية “مروح عَ فلسطين” في الضفة الغربية، والتي من المخطط أن تستمر لغاية الثالث والعشرين منن الشهر الجاري، وذلك بدعم من الصندوق الثقافي التابع لوزارة الثقافة.

وقال المسرح، إن هذا العمل المسرحي التفاعلي في إطار يأتي كونه أداة للتغيير المجتمعي، وتم إنشاؤه في العام 2016 من إنتاج مسرح “الحرية”، وإخراج ميكائيلا ميراندا، وأداء معتز ملحيس، ورنين عودة، وأمير أبو الرب، وأسامة العزة، وإيهاب تلاحمة، وشهد سمارة، بمشاركة موسيقية من نبيل الراعي وسامر أبو هنطش.

وأشار، إلى أن هذا العمل الفني يشكل محاولة لتوثيق الحياة الفلسطينية من خلال قصص حقيقية تم تجميعها من أماكن مختلفة من فلسطين كالأغوار والمناطق المحاذية للجدار والمخيمات وصولا إلى تجمعات البدو.

ودارت الأحداث، داخل مربع أبيض على خشبة المسرح ولعبها الممثلون في إطاره فقط، فبدأ العرض بالمشهد الذي رسم فيه الممثلون صورة لتمثال الحرية في الولايات المتحدة الأميركية ليبرزون المفارقة بين الشعارات الأميركية وبين الواقع المعاش الذي يحمل شعار الحرية المزيفة، ونظرة المجتمع الأميركي للشعوب العربية وخاصة فلسطين.

وتنقلت أحداث العرض بانسيابية للحديث عن حياة الشاب الفلسطيني جاد والمولود في الولايات المتحدة، والذي يعود لأول مرة في حياته لزيارة موطنه فلسطين؛ رغبة منه بعرفة المزيد عن شعبه وهويته ليكتشف أن الواقع يختلف كثيرا عما يراه في وسائل الإعلام أو بما تلقاه في المجتمع الأميركي، ليعود جاد محملا برسالة من أخته أمل إلى صديقتها ريما التي تعيش في حي الشجاعية بغزة، فيصل أولا إلى مطار في تل أبيب ومن ثم لا يعرف كيف يصل إلى الضفة الغربية وبالتحديد جنين، ومن ثم يجد شاب عربي يساعده ويوصله إلى جنين، ليمكث عند صديقه الذي يشاركه رحلة البحث عن ريما.

من جنين انطلق جاد وصديقه محمود للبحث عن ريما وخلال رحلة البحث هذه ينقل الممثلون المشاهد بين المناطق الفلسطينية بواقع الحياة فيها بتفاصيلها وزواياها التي نعيشها ونراها، والحياة التي نعيشها ولا نراها بالرغم من أننا جزء منها.

وتحدث العرض، عن المعاناة التي يواجهها الفلسطيني من الوقوف على الحواجز للتفتيش والتعرض خلالها للقتل والضرب والاعتداء والرجوع دون العبور، وعن إضافة جميلة تدور حول المفارقة في حياة الشعب الفلسطيني الذي ينام على صوت الرصاص والضرب والقتل والجو الملوث برائحة الدماء ليستيقظ مع أصوات آذان الفجر وصياح الديك ليمارس طقوس حياتها اليومية كأن شيئا لم يكن.

أمام هذا كله يقف جاد حائرا ليصل في النهاية إلى أن هذه الأرض تستحق التضحية والدماء من أجل البقاء والحياة الحرة الكريمة والحق في الوجود واستحقاقه رغما عن الظلم والاحتلال.

ويرى جاد في المشهد الأخير مخيم الدهيشة في بيت لحم حيث رأى الشهداء كأنه شارع طويل يصل إلى حي الشجاعية، وهذه كانت هي رسالة جاد الذي عاش في الولايات المتحدة ولكل المغتربين عن أوطانهم بأن يعودوا حتى ولو كانت الظروف صعبة وأليمة لكن الأرض والشعب يستحق.

ورأت أمينة سر مجلس إدارة مسرح “الحرية”، شيرين جرار، أن العرض كان مميزا ويقدم رسالة جميلة جدا لكل المغتربين تحمل في طياتها دعوة للعودة وتحدي كل الصعوبات، وأن عنوان المسرحية كان موفق جدا ومناسب لفكرة العرض.

وشكرت، مسرح “الحرية” على حرصه وتمسكه دائما بتأدية دوره في ترسيخ مفهوم المقاومة الثقافية من خلال أعماله ونشاطاته.

أما المتطوعة عتاب هارون، صديقة المسرح والمشاركة المتفاعلة مع أنشطته، فتحدثت عن قوة العرض الذي كان فقط لممثلين داخل مربع صغير بدون إضافات تجميلة ولا ديكورات لكن

العرض كان قادرا على إيصال رسالته وفكرته وبقوة وكيف له القدرة على لمس القلوب والمشاعر وتحريكها بأن هذه الأرض تستحق أن نتمسك بها بشوارعها وناسها ومآسيها وقصصها.

وأضافت: إن العرض رسالة محفزة على التمسك بالأرض والتشبث بها لكل شاب فلسطيني يفكر بالهجرة والغربة عن وطنه.

وأشار مسرح “الحرية”، إلى أن هذه العروض ستستكمل في الجامعات الفلسطينية ومنطقة جنين في شهري آذار ونيسان بدعم من وكالة التعاون السويدية للتنمية الدولية “سيدا” وبالتعاون مع شبكة الفنون الأدائية الفلسطينية.

 

Hide picture