“عشر سنين”.. أول فيلم فلسطيني طويل بغزة

لحظات من الفرح والتحدي عاشتها الفلسطينية آية أبو سلطان بطلة فيلم “عشر سنين”، أول فيلم سينمائي طويل في غزة، بعد عرضه لأول مرة في أقدم “سينما فلسطينية” في القطاع، وذلك بعد شهور طويلة من الجهد من أجل إنجاح أول تجربة فنية لها.

ورغم الصعوبات التي واجهتها آية خلال عملها في تمثيل دور البطلة في الفيلم فإنها استطاعت تجاوز كل ذلك بعد أيام فقط من بداية التصوير.

تمثلت الصعوبة لدى آية في أن العمل أول تجربة فنية تنخرط فيها مع حرصها على أداء الدور بمهنية عالية، إضافة لطبيعة المجتمع الفلسطيني المحافظ الذي قد لا يتقبل جزء كبير منه مشاركة المرأة في أعمال سينمائية، لكنها قررت رغم ذلك المشاركة بالعمل.

وعبرت آية خلال حديثها للجزيرة نت عن أملها في أن تكون هذه المشاركة بداية لإتاحة الفرصة أمام المرأة الفلسطينية للمشاركة في الأعمال الفنية الهادفة التي توصل رسالة الشعب الفلسطيني إلى العالم.

آية أبو سلطان عبرت عن أملها في أن تفتح مشاركتها الطريق أمام المرأة الفلسطينية )الجزيرة نت(

قضية الأسرى

ويعالج الفيلم الروائي الطويل “عشر سنين” الذي استغرق العمل فيه تسعة أشهر، قضية الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي باعتبارها من أهم القضايا الفلسطينية حضورا.

ورسالة الفيلم، بحسب مخرجه علاء العالول، أن “إسرائيل دولة تنتهك حقوق الإنسان، وقائمة على الظلم، في الوقت الذي تدعي فيه أنها دولة قانون وتسوق نفسها أنها ضحية، وهي بعيدة كل البعد عن ذلك”.

ويقول العالول للجزيرة نت “أردنا من خلال الفيلم توضيح أصل الصراع بين فلسطين وإسرائيل من خلال الموضوع الذي يعاجله الفيلم، بقالب درامي سينمائي بعيدا عن القوالب التقليدية، حتى تصل القضية الفلسطينية إلى أكبر شرائح ممكنة”.

ويضيف أن أحداث الفيلم تدور حول قصة محامية يقع الظلم على أخيها الأسير في سجون الاحتلال، وتعمل بكل جهد حتى تصل إلى دليل يثبت براءته، لكن إسرائيل تمنع وصول الدليل إلى المحامية وتحبس شقيقها ظلما.

العالول قال إن رسالة الفيلم هي أن إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان وقائمة على الظلم )الجزيرة نت(

صعوبات

وذكر المخرج الفلسطيني أن الفيلم واجه صعوبات جمة خلال فترة الإنتاج، أهمها عدم وجود بيئة خصبة للإنتاج السينمائي في قطاع غزة، فصناعة السينما والمعاهد السينمائية غائبة عن القطاع بخلاف معظم البلدان العربية.

ويفتقر قطاع غزة أيضا لإستديوهات الإنتاج الفني والسينمائي، والمنتجين وتبادل الخبرات، إضافة لعدم وجود معدات سينمائية، ورفض الاحتلال إدخالها. واعتبر العالول أن الأزمات التي يعانيها قطاع غزة من حصار وإغلاق للمعابر وأزمة الكهرباء معيقات أخرت كثيرا إنتاج الفيلم.

وعرضت شركة “كونتنيو” المنتجة للفيلم الروائي بتمويل ذاتي بعيدا عن أي تمويل حزبي أو مؤسساتي فيلمها لأول مرة في “سينما السامر” أقدم سينما في قطاع غزة، والتي أغلقت بداية الانتفاضة الأولى عام 1987، وظلت مغلقة بعد ذلك.

وذكر العالول أن اختيار فريق الفيلم لسينما السامر لعرض الفيلم تذكير للعالم بأن غزة التي كانت تمتلك عام 1944 دارا للسينما، اليوم في 2017 لا تملكها. ودعا إلى إنشاء دار جديدة، والاستثمار في صناعة الأفلام لما لها من أهمية كبيرة في توضيح ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم، ونشر القضية الفلسطينية بطريقة محببة لدى الناس.

إشادة

من جهته، أشاد المخرج الفلسطيني محمد الصواف، بالمحاولات الفلسطينية لإيجاد سينما فلسطينية تنقل الرواية الفلسطينية إلى العالم بطريقة سينمائية درامية سهلة بعيدا عن التعقيد، ويمكن من خلالها مخاطبة أوسع شرائح ممكنة.

وقال الصواف في حديث للجزيرة نت “كل المحاولات الحاصلة لإيجاد سينما فلسطينية تسير في حقل أشواك، وما زالت تحبو، وبجهود مبعثرة وغير مدعومة دعما حقيقيا لأسباب كثيرة أهمها أن شعبنا الفلسطيني يعيش في ظروف احتلال وحصار”.

ودعا إلى تكاتف الجهود لصناعة الصورة الفلسطينية عبر اتحادات أو جمعيات أو أجسام منظمة لهذا العمل من أجل توحيد جهود الطاقات والعقول الموجودة التي بإمكانها صناعة شيء يبهر العالم، ويوصل رسالة الشعب الفلسطيني إلى العالم أجمع.

المصدر الجزيرة

Hide picture