“تايهة” عملٌ مسرحي ينطلق في محافظات غزة.. ومريم تنتظر الإجابة!

أطلقت جمعية حكاوي للثقافة والفنون في قطاع غزة، جولة عروضها المُرتقبة للعمل المسرحي “تايهة”، والذي يندرج ضمن مشروع (سمعهم صوتك).

مسرحية “تايهة” التي طرح أحداثها المُخرج رامي السالمي على خشبة (مسرح المضطهدين) تتحدث عن دولاب المعاناة الذي تمر به السيّدة مريم، وذنبها الوحيد أنها هبّت لعلاج طفلها الوحيد بعد أن أُصيب بارتفاعٍ حاد في درجة الحرارة في ليلةٍ لن تنساها طيلة حياتها. فتاهت وتنقلت من هنا إلى هناك، إلَّا أن النهاية كانت مُفجعة لها ولمن شاهد العرض، كان ألم طفلها بسيطاً في بدايته، عظيماً في نهايته.

فكرة العمل جاءت بعد تنفيذ طواقم الجمعية المختصة لمجموعة من ورشات تحديد المشكلات الأكثر أولوية في المناطق الأكثر تهميشاً مثل (جحر الديك والمخيم الغربي وسط القطاع، ومنطقة عبسان ومخيم الشابورة جنوباً، وبيت لاهيا شمالاً).

وخلال العروض الأولى للجولة لاقت المسرحية قبولاً واسعاً من الجمهور، سيما وأن القضية المطروحة جاءت من الجمهور المستهدف وتمسهم جميعاً بالدرجة الأولى، وهي حق الحصول والوصول إلى الخدمة الصحية، فمن شاهد مريم وما عانته، تساءل عن الكثير، ومريم تنتظر الاجابة.

تنوعت آراء الجمهور خلال العروض، فمثلاً في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، خرجت إحدى السيدات للمُشاركة في عرض الإعادة بعد العرض الأساسي للمسرحية –على طريقة مسرح المضطهدين- وتقمصت أحد الأدوار ودافعت عن طفلها حتى النفس الأخير على الخشبة حتى تحصل له على خدمةٍ صحية سليمة، فأنقذت طفلها، لكنه فارق الحياة على أرض الواقع قبل عدة شهور بسبب سوء الخدمة الصحية والإهمال الطبي في أحد مستشفيات القطاع. على حد تعبيرها.

مسرح المضطهدين وطريقة سرد الأحداث وعرض الصور الحياتية من خلاله، فاجأ الجمهور، كيف لا وقد سمح لهم هذا النوع من المسرح بالمُشاركة الواسعة خلال عروض مسرحية “تايهة”، فكان حجم المشاركة من الجمهور أكبر مما هو متوقع، لقد عبَّروا عن رأيهم بحريّة ولو لدقائق.

بدوره، قال منسق المشروع محمد أبو كويك لـ”بوابة الهدف”، أن مشروع (سمعهم صوتك) جاء من خلال مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان، والوكالة السويسرية للتعاون والتنمية، مُشيراً إلى أن هذا العمل يأتي بهدف تعزيز المسؤولية والمشاركة المجتمعية باستخدام الفنون (مسرح المضطهدين) كأداة فاعلة لتشجيع المشاركة المجتمعية وللمساهمة في تعميق حرية التعبير عن الرأي والمساءلة المجتمعية.

العرض المسرحي والذي عُرض في محافظتي رفح والوسطى، سيُعرض في باقي المحافظات الخمسة. وسيتم صياغة مُخرجات المشروع والحلول المطروحة من قبل الجمهور ضمن (ورقة تصدير موقف) يتم مناقشتها خلال مؤتمر يستضيف أصحاب القرار والمؤسسات الحقوقية والعاملة في المجال الصحي، بالإضافة إلى حلقة إذاعية.

جدير بالذكر أنَّ، جمعية حكاوي للثقافة والفنون جمعية أهلية غير ربحية تأسست عام 2013م وتهدف الجمعية للعمل على تفعيل الحركة الثقافية والفنية بين أوساط المجتمع الفلسطيني من خلال المسرح والبرامج الفنية المختلفة وبرامج الدعم النفسي الاجتماعي.

المصدر وكالة معا

Hide picture