انتفاضة.. معرض ينعش الذاكرة الفلسطينية بصور قديمة

في ذكرى مرور 30 عاما على الانتفاضة الفلسطينية الأولى احتضن متحف ياسر عرفات في رام الله معرضا بعنوان “انتفاضة” للصور الفوتوغرافية والمنحوتات يعكس رؤية زائر أجنبي للأراضي الفلسطينية في ذلك الوقت.

يضم المعرض 45 صورة التقطها المصور الأميركي كيث دانميلر أثناء الانتفاضة التي اندلعت في 1987 واستمرت لعدة سنوات وكانت الحجارة هي السلاح الأبرز فيها بأيدي الفلسطينيين.

يستعيد دانميلر ذكرياته مع الصور في كتيب التعريف بالمعرض قائلا “لم تكن كأي تجربة عشتها من قبل.. كنت أصور لأكون صورة شخصية وذهنية وعاطفية جديدة. لم يقتصر الأمر على التصوير الفوتوغرافي بل كان للأمر تأثير على شخصيتي ونفسيتي.”

ويضيف “هذه الفوضى البصرية شكلت مشهدا عاطفيا مؤلما كنت أراه في كل مكان كنت أذهب إليه. تجسيد التمرد والغضب والألم من خلال الكاميرا، كان شيئا مهما لي فهو توضيح لما وراء الصورة”.

واستعرض دانملير في حفل الافتتاح اليوم الخميس بعض قصص صوره المعروضة، ومنها صورة لسيدة في قطاع غزة كانت تصرخ على الجنود لترك ابنها الذي اعتقلوه.

وقال إنه في البداية سمع صراخ المرأة التي كان يقف بينها وبين الجنود الذين اعتقلوا ابنها واستمرت تصرخ فيهم وتتقدم نحوهم ليكتشف أنها تمشي على ساق واحدة. وظلت المرأة تتقدم نحو الجنود حتى تركوا ابنها الذي تقدم نحوها وحملها بين ذراعيه وسار بها.

وأضاف “لدي كل الصور لهذا المشهد الذي يمكن عمل فيلم سينمائي منه”. قصة أخرى يرويها دانميلر عن صورة التقطها لطفل لم يكن تجاوز بعد الثامنة من عمره في مخيم الأمعري في رام الله وهو يلقي الحجارة على الجنود. وقال “عرضت هذه الصور في العديد من الأماكن في العالم وبعد ما يقرب من عشرين عاما تلقيت اتصالا من شخص يطلب نسخة من الصورة لهذا الطفل الذي يعرفه”.

وأضاف “اتفقنا أن أعطيه الصورة على أن يعرفني بالشخص الذي في الصورة، وهذا ما حدث”.

وتعود الصورة لرمزي أبو رضوان الذي تعلم الموسيقى في فرنسا وعاد إلى بلده لينشئ مؤسسة الكمنغاتي لتعليم الموسيقى التي يلتحق بها اليوم مئات الأطفال في الضفة الغربية وقطاع غزة والمخيمات الفلسطينية في لبنان.

وأوضح دانميلر أن أبو رضوان طلب منه -بعد أن تعارفا قبل نحو أربع سنوات- أن يحضر لفلسطين لعرض مجموعة من صوره. وقال “ها أنا اليوم هنا، حملتني الريح إلى فلسطين في هذه المهمة لأعرض مجموعة من الصور في المتحف”.

ويضم معرض “انتفاضة” الذي يستمر حتى 15 ديسمبر/كانون الأول منحوتتين للفنان الفلسطيني أحمد كنعان، تمثل المنحوتة الأولى جسما مركبا من عدة أشخاص في حالة هجوم، مشكل من قطع من الحديد، بارتفاع متر ونصف ويحمل اسم “انتفاضة 2017”.

وأطلق كنعان اسم “المقاوم” على منحوتته الثانية المصنوعة من البرونز بحجم صغير لشاب يستخدم “النكافة” وهي عبارة عن قطعة من الخشب على شكل علامة النصر مربوط في كل جهة منها حبل مطاط لضرب الحجارة.

المصدر : رويترز

Hide picture