“القدس في دروب الذاكرة”.. معرض استعادي للتشكيلي الدويك

أُفتتح في قاعة جاليري مركز جلعاد الثقافي بام الدنانيرمعرض الفنان التشكيلي ياسر الدويك بعنوان» القدس في دروب الذاكرة».

تبدو مدينة القدس خاصة الفنان الدويك التي عاش فيها طفولته وشبابه، وهو يحفظ كل حجر فيها، ولكل بقعة ذكرى مظللة بالفرح،

ومشوبة بالحنين ، ومن مخزونه البصري الذي لا يتبدد يستعيد ذاكرة الطفل الذي يعشق حاراتها وطقوسها التي تضج بحركة الناس والباعة

المتجولين والنساء والأطفال، وهي في ذاكرته حارته التي يحكي فيها كل حجر قصة يعرفها تمام المعرفة، ولا يمكن أن يكون هذا المكان إلا

مكانه.

ونوع الفنان في تصوير القدس وحاراتها وقبة الصخرة بين الرسم الزيتي والحفر على الزنك و المونوبرنت والسلك سكرين وغيرها من

التقنيات التي تحمل في طياتها أكثر من خمس عشرة من تقانات فن الجرافيك.

ويصور الفنان الدويك مدينة القدس وحاراتها في محفوراته وكأنها معتقة، فهو يسبل عليها بألوان الترابيات واللون البني مسحة من

السكون، وتتشكل البيوت بطريقة متراصفة حول قبة الصخرة، وكأنها تمثل أجساداً تحمي المكان المقدس، بينما يبدو الأفق مضيئاً بالقمر

المكتمل الذي يرمز لفجر الحرية، وتلاشي ظلال العتمة التي تحيط بالمدينة الأسيرة.

وقال الدويك إن «الاعمال المعروضة هي من وحي المناظر المخزنة في الذاكرة لمشاهدات القدس ايام الطفولة وما تزال عالقة في الاذهان

لذلك عملت على ترجمتها على اللوحة رسم.

واضاف الدويك ان المعرض يحوي ما يقارب خمسين لوحة تمثل مصدراً الهامياً ومخزونا تعانق مع الريشة تمثلت بأماكن واروقة القدس

بمساجدها وكنائسها.

إلى ذلك قال رئيس المركز سامي هندية» ان المتحف يشكل حلقة وصل ما بين الفن الاردني والفن العالمي حيث يتوفر بالمتحف لوحات

خاصة لفنانين من مختلف الدول العربية اضافة الى لوحات لفنانين عالميين، مشيراً الى أن المتحف يشكل حالة جديدة من السياحة الثقافية

على مستوى الوطن.

من جانبه قال مدير ثقافة البلقاء خليل نصيرات « لا نبالغ ان قلنا أن كل الفنون البصرية أو الكلامية تعكس بدقة ثقافات الشعوب وطرق

تفكيرها ومدى تقدمها ورؤيتها للانسان، وايمانها ونبوءتها بالقوة الكامنة في عقله ووجدانه. ومن بين أشكال الفنون المختلفة يعد الفن

التشكيلي مظهراً من مظاهر الحياة الثقافية الناهضة بما يكرسه بين شرائح المجتمع من مفاهيم عالية لقيم الجمال والتذوق.

وتعد معارض الفن التشكيلي سلوكاً ثقافياً محبذاً، وهذا المعرض لفنان صاحب تاريخ طويل في التشكيل العربي والعالمي وصاحب فلسفة

لونية خاصة، حيث تخوض فرشاته في ذاكرته الخاصة وتسبح في مخيلته الفريدة، وتجول في شوارع القدس العتيقة وأزقتها وبواباتها.

بشار إلى أن تجربة الفنان مرت بمراحل فنية عديدة اهمها الانطباعية والواقعية التعبيرية التي تناول فيها مفردة الانسان ومعاناته اليومية

اضافة الى التعبيرية الرمزية التي اشغلت حيزا وافرا من تجربته.

يركز الدويك في تجربته على معاناة الانسان الفلسطيني الذي سلبت ارضه وهدمت بيوته وشرد خارج الوطن من رموزه المباشرة وغير

المباشرة والاتجاه الرمزي والتجريدي ، والتجريد الرمزي فالبيوت المهدمة وتراكمات الاشكال والخطوط والاسلاك الشائكة والخطوط العصبية

أحيانا وقضبان السجن ورموز الأمل التي يتركها كبقعة ضوء للمستقبل الذي يتحرر فيه المكان والإنسان من الأسر والتشرد.

وكان حضر الافتتاح متصرف لواء عين الباشا الدكتور حاكم الخريشا ورئيس البلدية جمال الفاعوري ونائب مدير شرطة البلقاء العقيد شاهر

العجرمي و عدد من الفنانين التشكيليين.

يشار إلى أن المعرض يستمر حتى الثاني والعشرين من شهر تشرين اول المقبل.

المصدر الرأي الارنية

Hide picture