مظاهر السحور وأهازيج المسحراتي في فلسطين قديمًا

كان للسحور والمسحراتي مكانة كبيرة خلال أيام الشهر الفضيل قبل النكبة، وكان الناس يولونها أهمية بالغة تعبيرًا عن ارتباطهم بموروثهم الثقافي وعاداتهم التي ارتبطت بشهر رمضان، وهي العادات التي ما زال الفلسطيني يحاول الحفاظ عليها حتى يومنا هذا، فكيف كانت مظاهر السحور والمسحراتي قبل النكبة؟

السحور في فلسطين قبل النكبة
لقد كان للسحور في فلسطين قديمًا هيبة كبيرة ومختلفة، فكانت له عادات مميزة، فالنساء كُنَّ يستيقظن قبيل السحور على وقع طبول المسحراتي أو على وقع طرق باب المنزل من قبل أحد أبناء الجيران إيذانًا بموعد السحور.
أما طعام السحور فكان حسب “الموجود”، متنوعًا ما بين مربى قمر الدين، التمر مع الزيت البلدي، الجبن أو اللبن أو العسل أو الحلاوة والخبز، أو الطعام المتبقي من الإفطار. وكان لمربى القراصيا مكانة كبيرة لدى الكبار خصوصًا، فكان وجبة السحور الأساسية بالنسبة لهم.

مسحراتي رمضان في فلسطين قبل النكبة
حظي المسحراتي قديمًا بمكانة كبيرة خلال شهر رمضان، حيث كانت مهنة الـ 30 يومًا، يختار لها مختار القرية أو الحارة شخصًا يوكل إليه إيقاظ الناس لتناول السحور قبل أذان الفجر، طول أيام الشهر الفضيل.

كان يعتمر المسحراتي الطربوش، ويخرج برفقة مجموعة أطفال خاصة في الأيام الأولى من رمضان لينادي بأعلى صوته، ويطرق على الطلبة أو يعزف على مزمار، أو يقرع على تنكة حديد، مناديًا بعبارات تراثية وشعبية لإيقاظ الأهالي.

لقد كان للمسحراتي وجود حقيقيّ في مدن وقرى وحارات فلسطين قبل النكبة، وكان يتواجد في الشوارع قبل ساعتين من أذان الفجر، حيث كان الأهالي يعتمدون على المسحراتي اعتمادًا رئيسيًّا لإيقاظهم على السحور.

ومن العبارات والأهازيج التي كان ينادي بها المسحراتي قديمًا:
يا نايم وحّد الله
يا نايم أذكر الله
السحور يا عباد الله
اصحى يا نايم وحّد الدايم
قول نويت بكرا
إن حييت الشهر صايم وفي الفجر قايم رمضان كريم

وحتى يومنا هذا..
ما زال يحافظ الفلسطيني في كل أماكن تواجده على عادات أجداده وآبائه في رمضان، العادات القديمة التي سمعوها منهم وتوارثوها عنهم؛ والتي يستمدّون منها حب البلاد والارتباط بها، ومنها مظاهر السحور والمسحراتي.

وفي السنوات الأخيرة، استخدم المسحراتي الفلسطيني أهازيج رمضانية ووطنية مؤثرة في شوارع وحارات المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، فينادي على أمهات الشهداء والأسرى ويردد عبارات تعزز روحهم المعنوية، وتحث على مقاومة الاحتلال “ويا إم الشهيد نيالك.. يا ريت إمي بدالك”.

Hide picture