فنان فلسطيني يبدع في النحت على أقلام الرصاص (صور)

لم يتوقع الشاب فراس أبو زور، صاحب الـ19 ربيعاً، من سكان قطاع غزة، أن تقوده الصدفة في أحد الأيام إلى عالم الفنانين والمبدعين، ليصبح أصغر وأول فلسطيني يتقن فن “النحت على أقلام الرصاص” بلمسات خاصة وأشكال جذابة.

 

خلال تصفُّحه مواقع الإنترنت، شدَّ انتباهَ الفنان “أبو زور” أحدُ الفيديوهات المنشورة على موقع “اليوتيوب” للنحات الروسي الشهير سالافات فيداي، الذي ينحت تماثيل مصغرة على رؤوس أَقلام الرصاص، فدفعه الفضول لتجربة هذا الفن، لتبدأ رحلة الفنان الصغير في عالم النحت والزخرفة.

 

بأدوات بسيطة لا تتعدى أحياناً كثيرةً الإبرة الحادة والمشرط، وبإرادة وصبر كبيرين تتجاوز بهما أي فن أو مهنة يدوية أخرى، انطلق الفنان “أبو زور” في مشواره الذي يندر فيه المنافسون، ليس في فلسطين فحسب؛ بل على مستوى العالم.

ويقول “أبو زور”، لمراسل “الخليج أونلاين” إن رحلته الفنية بدأت قبل سنوات قليلة، بعد مشاهدته فيديو خاصاً بالفنان الروسي سالافات فيداي، خلال قيامه بالنحت والزخرفة على رؤوس أقلام الرصاص بصورة مبدعة وخيالية، فقرر إتقان هذا الفن وأدخله لغزة “ولكن بأفكاري وطريقتي الخاصة”، حسب قوله.

ويضيف “أبو زور”، الذي فضَّل الحديث وهو يكمل النحت على أحد رؤوس أقلام الرصاص التي لم ينجزها سابقاً؛ لانشغاله في الدراسة: “في بداية مشواري، بدأت أقلد ما يُنشر بمواقع الإنترنت في فن النحت على أصابع التباشير، ولكن بعد وصولي لمرحلة جيدة انطلقت لمرحلة النحت على أقلام الرصاص، وحاولت أن أطور تلك الموهبة وأجسد فيها أفكاراً وأشكال خاصة”.

ويشير الفنان الفلسطيني إلى أن بداياته كانت متعثرة، وبعض الأعمال الجميلة التي كان يقوم بها لم تكتمل؛ بسبب دقة المواد التي يستخدمها في النحت، ونوعية أقلام الرصاص الهشة التي يمكن أن تنكسر بسرعة فيضيع جهد استمر ساعات طويلة. ويوضح أن فن “النحت على أقلام الرصاص” من أعقد أنواع الفنون المنتشرة بالعالم، فهو يحتاج إلى دقة مضاعفة وصبر وتركيز كبيرين؛ لصغر حجم رؤوس أقلام الرصاص وهشاشة مادة الرصاص، إضافة لاستخدام أدوات دقيقة في العمل مثل الإبرة والمشرط.

ويؤكد “أبو زور”، الذي يقضي ساعات طويلة داخل غرفته أمام رؤوس أقلام الرصاص الهشة، أن بعض منحوتاته تستغرق من 4-6 ساعات حتى ينجزها، في ظل التخوف الدائم الذي يشعر به من انكسار رؤوس الأقلام المستخدمة في النحت عند أي حركة خاطئة، فتفسد جهود وساعات طويلة من العمل الدقيق، مشيراً إلى أنه يستخدم في بعض الأوقات المجهر لإنجاز المنحوتات الدقيقة جداً.

 

ويلفت الفنان الفلسطيني إلى أنه أدخل هذا الفن لقطاع غزة من لا شيء، واستطاع من خلال استخدام أقلام الرصاص التي لا يتجاوز ثمنها نصف الدولار، الدخول لعالم جديد من فن يجذب الكثير من الناس من الداخل والخارج.

وعن أبرز العقبات التي تواجه الفنان “أبو زور”، أكد أن انقطاع التيار الكهربائي هو أكبر عقبة يواجهها، وهناك الكثير من المنحوتات لم تكتمل بسبب ذلك؛ لكون عمله يحتاج إلى إنارة قوية لدقته الكبيرة في استخدام الإبرة والمشرط.

 

وتمنى أن يُسلط الضوء كثيراً على فن “النحت على رؤوس أقلام الرصاص”، وأن ينجح في الوصول لأكبر المعارض العربية والعالمية لعرض أعماله، وأن يثبت للعالم أن غزة لا تزال تتنفس وتبدع رغم الحصار والألم.

المصدر الخليج اون لاين

Hide picture