مسرحية “رحلة حنظلة” بنكهة فلسطينية

اختار المخرج الفلسطيني الشاب محمد عيد مسرحية “رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة” للكاتب السوري الراحل سعد الله ونوس، ليقدمها بنكهة فلسطينية بمشاركة عدد من وجوه الجيل المسرحي الفلسطيني الشاب.

وقال عيد بعد العرض التجريبي أمس الأحد لمسرحيته التي اختصر اسمها إلى “رحلة حنظلة” على خشبة مسرح عشتار في مدينة رام الله بالصفة الغربية، إن هذه المسرحية قريبة من واقعنا.. فيها فلسفة بسيطة يستطيع المواطن العادي تقبلها والتفاعل معها”.

وأضاف “شخصية حنظلة التي قدمت على خشبة المسرح بما فيها من مرار وبؤس، تعكس ما يجري في واقعنا العربي. في كل واحد منا جزء من حنظلة”.

ويرى عيد أن شخصية حنظلة التي ارتبطت في أذهان الفلسطينيين بشخصية حنظلة الكاركاتيرية في رسومات ناجي العلي، وجسدها في صورة طفل يداه معقودتان إلى خلفه ووجه إلى الحائط، لا تختلف كثيرا عن شخصية حنظلة في هذا العمل المسرحي.

ويطمح المخرج عيد أن يتم عرض المسرحية خارج الأراضي الفلسطينية بعد الانتهاء من عروضها التجريبية وعرضها أمام الجمهور رسميا في منتصف الشهر الجاري.

وجاء في نشرة عن المسرحية التي أنتجها مسرح “عشتار”، أنها تتناول “حياة مواطن عربي طيب القلب مستسلم لقدره، فهو زوج حنون وموظف تقليدي غير طموح”.

شخصية حنظلة للفنان الفلسطيني ناجي العلي ألهمت الكثير من المبدعين بالنظر لرمزيتها العميقة )الجزيرة(

وتضيف النشرة أن “حنظلة يمثل الضحية المثالية لأنظمة القمع بأشكالها الاجتماعية والسياسية المختلفة التي ما زالت قائمة… يجد حنظلة نفسه قد أشرف على أن يفقد كل ما حوله نتيجة لضياعه داخل هذه الأنظمة”.

تبدأ رحلة حنظلة -الذي قام بدوره الممثل الشاب مجدي نزال- وسط مسرح بدا ديكوره بسيطا، ومعظم الأشياء التي تدور في رأس حنظلة معلقة في سقفه، من أختام وألعاب وأدوات طبيب منذ لحظة اعتقاله لسبب لا يعرفه.

ويتعرض حنظلة في المشاهد الأولى من المسرحية -التي تستمر 65 دقيقة- للتعذيب داخل المعتقل. ولكي يخرج من السجن يقبل أن يدفع لسجانه رشوة هي كل ما جمعه طيلة سنين عمله موظفا في بنك، كانت مهمته فيه أن يحصى “الفكة” من الأموال.

وتنتقل المسرحية من مشهد إلى آخر دون إجراء الكثير من التغيير على الديكور، فكان يكفي إحضار سرير لينقل للجمهور مشاهد خيانة زوجة حنظلة. ولا يخلو المشهد من كوميديا سوداء، إذ ينتهي بطرد حنظلة من المنزل محاولا العودة إلى عمله في البنك ليطرد منه هو الآخر.

وكما هو الواقع، يلجأ الناس إلى أي شيء لمعالجة سوء حظهم من خلال مشهد يشارك فيه الممثل إدوار معلم -وهو الوحيد من الجيل القديم المشارك في هذه المسرحية- بدور المشعوذ الذي يكتب لحنظلة تعويذة لتخليصه من سوء الحظ.

واصل المخرج تقديم الكوميديا السوداء على خشبة المسرح من خلال رحلة علاج لحنظلة في مركز طبي بدا فيه الطبيب -الذي قام بدوره الممثل الشاب صهيب أبو غربية- أكثر شخصيات المسرحية جنونا.

وتأخذ المسرحية الجمهور إلى طريقة تعامل الحكومة مع المواطنين، عندما يذهب حنظلة لتقديم شكوى حول ما تعرض له. في هذا المشهد يلعب أربعة ممثلين دور المسؤولين، ونراهم جالسين في استرخاء حول طاولة مرتدين الشورتات وهم يدخنون.

ويأخذ نقاش المسؤولين مع حنظلة روح التراجيديا السوداء، حيث يظهر المسؤول أكثر حرصا على المواطن وحتى إن تم اعتقال هذا المواطن أو تعذيبه أو طرده من البيت أو العمل.

المصدر : رويترز

Hide picture