فتى بغزة يرسم عُمالًا بمهن تراثية قبل النكبة

في محاولة للحفاظ على التراث الفلسطيني والإرث التاريخي للمهن المختلفة لشعبنا قبل نكبة عام 1948؛ بدأ فتى من مدينة غزة برسم لوحات فنية تجسّد عُمالًا بهذه المهن بطريقة احترافية.

واستغرق الفتى عمر رضوان (16عاما) نحو عام ونصف لرسم 20 لوحة فنية تشكيلية باستخدام الفحم النباتي، ليشمل بذلك 20 مهنة لمسنّين عايشوا تلك الفترة.

وتضم اللوحات الفنية للفتى مهنًا فلسطينية تراثية مختلفة لمسنين منهم مزارعون ورعاة غنم وصيادون ومخاتير ورجال الطب النبوي وإسكافيون وحرفيون وصنّاع خزف وفخار ونقش على الزجاج، وكذلك نساء فلاحات وبدويات وقابلات ومطرزات.

رحلة شاقة

ويقول الفتى رضوان لمراسل “صفا” إن موهبة الرسم لازمته منذ الصغر؛ لكنه بدأ بالفن التشكيلي منذ 3 سنوات بمساعدة عدد من المختصين.

ويرجع رضوان سبب تطوير الفن التشكيلي لديه إلى شقيقه ووالده، اللذين هيئا له السبل لتطويره فنياً.

ويضيف “بدأت الرسم بشكل ذاتي، لكن والدي لاحظ الموهبة لدي وقدرتي على الرسم، وتواصل شقيقي الأكبر حمزة بحكم عمله الإعلامي مع العديد من الفنانين وأبدوا استعدادهم لتطوير المجال الفني لديّ وقد نجحت في ذلك”.

واستغرقت أول لوحة فنية رسمها الفتى عمر من اللوحات التشكيلية نحو 20 ساعة لصيّاد من القرى المهجرة في الداخل المحتل.

وحول بداية مشواره في الفن يشير إلى أنه رسم أول لوحة له للشيخ أحمد ياسين وكان أول إنجاز فني قبل ثلاث سنوات.

التراث

وتنوعت اللوحات الفنية للفتى عمر رضوان بين اللوحات الطبيعية والشخصية وكذلك رسم لوحات لشهداء الشعب الفلسطيني؛ لكن ما يميز عمله الفني هو تخصيص 20 لوحة فنية لكبار سن من نساء وكهول تبين ملامحهم المهنية قبيل تهجيرهم من أرضهم عام 48.

ويهدف رضوان في لوحاته الفنية للمسنين حفظ طابع التراث الفلسطيني وحمايته من الضياع، وتأصيل حقوق شعبنا وتاريخه.

وحول الصعوبات التي واجهت الفتى رضوان يوضح أنه وجد صعوبة في الحصول على صور مسنين أصحاب حرف يدوية قبيل النكبة الفلسطينية عام 48 بالإضافة إلى بحث استغرق طويلاً لإنجاح عمله.

ويضيف “استغرقت فترة كبيرة للبحث عن صور ملامح الشخصيات، وحصلت على صور وثائقية من الداخل المحتل، واستعنت بكبار سن كي أوثق التاريخ الفلسطيني”.

معرض فني

ويعتزم الفتى رضوان لإطلاق أول معرض فني له في مدينة غزة يضم اللوحات الفنية للمسنين والعجائز 20 لوحة بمسمى “حكاية أجداد”، وذلك فور موافقة بلدية غزة على رعايتها له.

ويعبّر والده عماد رضوان عن فخره بإنجاز نجله عمر، مؤكداً أنه إنجاز وطني يمكن أن يحتفى به ويهتم به وطنياً وشعبياً.

ويتابع “لدي اهتمام بمجال حفظ حقوق الشعب الفلسطيني من الضياع، نحن أصحاب قضية، يجب أن نجتهد في حفظ حقوقنا قدر الإمكان وبكافة الوسائل والإمكانات”.

ويعرب عن أمله أن يحتضن فنيون أو أي جهة كانت لأعمال نجله عمر، وتطوير موهبته وتعزيزها بما يخدم الشعب الفلسطيني والاهتمام بالمواهب والقدرات

Hide picture