“خربشات” فنية في غزة

انشغلت الشابة الفلسطينية براءة عاشور (19 عاماً) من مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، في أحد معارض الأشغال اليدوية بالرسم على قطعة خشبية، بعد أن لونتها بألوان داكنة، لتخرج بقطعة فنية متكاملة، شملت الرسم والخط العربي الكوفي، وقد زينت أطرافها بزخارف هندية.

القطع الفنية اللافتة التي صنعتها عاشور، جذبت عدداً من الفنانين والفنانات، كانوا قد شاركوا في المعرض، ويتقن كل واحد منهم فناً من فنون الأشغال اليدوية، لتولد فكرة تشكيل فريق “خربشات” الخاص بصناعة وتجهيز القطع الفنية المختلفة.

وتتنوع أعمال الفريق حديث النشأة بين الرسم على القطع الخشبية، والكتابة بالخطوط العربية المختلفة على الملابس، والجوالات، تجهيز الإكسسوارات بمختلف الخامات، تشكيل قطع فنية باستخدام الخشب، والسيراميك، الفلين، إلى جانب تحضير الهدايا بأساليب حديثة، ومختلفة عن الهدايا التقليدية، وتمييزها بلمسات خاصة، حسب المناسبة.

وتقول الفنانة عاشور، وهي خريجة تجارة إنكليزي من جامعة فلسطين، لـ “العربي الجديد”، إنها كانت منشغلة بالكتابة على اللوحات، وعلى القطع الخشبية، إلى أن عرض عليها بعض الزملاء إنشاء فريق “خربشات” لتجميع الطاقات، والقدرة على توفير مختلف الطلبات، بطرق أسرع، وأكثر دقة.

وتضيف: “تحمست للفكرة، وقمنا بالعمل سوياً من أجل تنفيذها، بعد أن قمنا بتوزيع الأدوار بيننا، إذ يقوم البعض بتجهيز الأدوات والتواصل مع التجار، والحجز مع الزبائن بعد نشر المشغولات والأعمال على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقوم البعض الآخر بالكتابة والرسم والحفر والقص وتجهيز المشغولات اليدوية والفنية”.

أما في ما يتعلق باختلاف طبيعة العمل ضمن فريق، فتوضح الفنانة عاشور أن الفريق أتاح لها المزيد من الوقت لتجهيز كمية أكبر من الطلبات، مضيفة: “لم أعد أفكر في تجهيز الأدوات، أو بيع المنتجات، إذ ينحصر تفكيري بتجهيز المواد المطلوبة، وابتكار أساليب جديدة”.

وتختص الفنانة هند أبو لبن بصناعة وتجهيز قطع السيراميك، والكتابة عليها، تقول: “في بداية عملي شجعني أصدقائي على تطوير موهبتي، فأصبحت أجهز وأنشر أعمالي على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن صادفت فريق خربشات، وبدأت بالعمل معهم”، مبينة أن العمل وفق فريق زاد فرص العمل، والترويج لمنتجاتها.

يوافقها في الرأي زميلها فادي خلف، 20 عاماً، صاحب فكرة إنشاء الفريق، إلى جانب زملائه مؤمن الحلبي، هند أبو لبن، محمد بركة، ألاء مشعل، ولاء أبو النجا، إذ تخصص كل واحد منهم في مهمة، ما سهل العمل بينهم، ودفعهم إلى توفير المزيد من المنتجات، ويقول: “تضاعف الإنتاج، والقدرة على الاستجابة لطلبات الزبائن بعد تشكيل الفريق”.

يوضح خلف، وهو طالب طب مجهري، أن انطلاق الفريق كان في نهاية شهر يوليو/ تموز 2017، أما في ما يتعلق بدوره في الفريق فيقول: “أنا مختص في الطباعة على الملابس، والزجاج، كذلك أقوم برفقة زميلي مؤمن بالتنسيق مع التجار، والزبائن”.

يبين زميله مؤمن الحلبي، 21 عاماً، تخصص علاقات عامة في جامعة الأقصى، أنه يقوم بتوفير المواد الخام، وبعض الأفكار للفريق، كذلك يقوم بالتنسيق مع المؤسسات للمعارض، إلى جانب قيامه بالتواصل مع المطابع، لتجهيز المطبوعات، والمناجر لتحضير القطع الخشبية، إلى جانب بعض الأعمال التقنية الأخرى.

وكالات

Hide picture