الفنان الفلسطيني كمال بلاطة يعود إلى القدس بعد وفاته

أصدرت عائلة المؤرخ والأديب والفنان التشكيلي الفلسطيني الراحل، كمال بلاطة، بيانا أوضحت فيه أن ابنها الذي منعه الاحتلال من العودة إلى مدينته القدس، سيُدفن في مدينته التي حُرم من دخولها منذ عام 1967.

وقالت العائلة في بيانها: “وأخيرا سيعود ابن القدس كمال بُلّاطة إلى وطنه كي يوارى في مقبرة بطريركية القدس للروم الأرثوذكس في جبل صهيون ، إلى جانب أجداده وأفراد عائلته”.

وأضاف البيان: “وُلد كمال في القدس وترعرع في المدينة المقدسة، وتعود جذور عائلته في المدينة القديمة إلى أكثر من ستمئة عام، وهذا بحسب وثائق الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية ومختار العرب الأرثوذكس في المدينة القديمة المرحوم السيد متري الطبّه”.

وأشار إلى أنه “منذ نصف قرن، مُنع كمال بُلّاطة من العودة إلى مدينته، لأنه كان في الخارج، من أجل إقامة معرض فنّي له في بيروت عام 1967، حين وقوع الاحتلال. وقد فشلت جميع محاولاته للعودة إلى القدس، ولم يستطع العودة سوى مرة واحدة خلال زيارة قصيرة عام 1984، قام فيلم ‘غريب في وطنه’ بتسجيلها. لكن رغم ذلك فقد بقيت القدس في قلبه وفنّه”.

وذكر أن أمنية بلاطة “كانت أن يعود إلى القدس ويُدفن فيها. وبعد أسبوع كامل من الجهود الحثيثة التي قام بها محاموه وأفراد عائلته حصلنا اليوم على إذن بنقل جثمانه إلى مدينته من أجل أن يرقد فيها. إن حقّ عودة كلّ فلسطيني إلى وطنه هو حق ّمقدّس، وهذا الحقّ ينطبق بشكل خاص على المقدسيين الذين تشكّل المدينة المقدّسة جزءا من حياتهم وجوهر وجودهم”.

وشددت العائلة على أنه “من المُحزن أن يُمنع هذا الحقّ عن كثيرين، ونحن اليوم نشعر بمرارة الرضا عندما يستطيع شخص له قامة كمال بُلّاطة الفنية ويحظى بالاحترام والتقدير في العالم أن يُحقّق أمنيته الأخيرة. فليرقد بسلام وليكن ذكره مؤبّدا”.

ولفتت العائلة إلى أن مراسيم الدفن ستجري “في القدس وذلك في تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر الإثنين الموافق 19 آب/ أغسطس 2019 في كنيسة صهيون حيث يوارى في مثواه الأخير”.

واختتم العائلة بيانها قائلا: “تقبل التعازي في النادي الأرثوذكسي العربي في بيت حنينا- مفرق الضاحية يوم الاثنين بعد الدفن مباشرة ويوم الثلاثاء من الساعة الرابعة وحتى الثامنة مساء. وفي برلين ستقام صلاة الجنّاز لراحة نفسه في العاشرة والنصف من صباح الخميس 15 آب/ اغسطس الجاري في كنسية القديس جاورجيوس الأنطاكية الأرثوذكسية، قبل أن يرقد في القدس”.

ودرس بلاطة الرسم والتصوير في مرسم خليل حلبي، في حي باب الخليل بالقدس، حيث رسم بورتريهات وحارات وعمران القدس في مرحلته الأولى، ودرسفي أكاديمية الفنون الجميلة، بروما بين عامَي 1960و1965.

وتابع دراساته لاحقا في واشنطن (1968–1971) في كلية كوركوران لمتحف الفنون الجميلة.

عاش في الولايات المتحدة، وفرنسا، والمغرب، ولبنان، وحصل على منحة تفرغ لدراسة الفن الإسلامي بالمغرب من مؤسسة فولبرايت (1993 و1994).

وأقام بلاطة عدة معارض شخصية في القدس، وعمّان، وأبو ظبي، والمنامة، وبغداد، والرباط، وباريس، وموسكو، وأوسلو، وطوكيو، ولندن، وأمستردام، كذلك في المتحف الوطني الأمريكي بواشنطن، وفي متحف كوبريونيون بنيويورك عام 1988، واشتهر برسم بعض أغلفة المجلاّت في بيروت.

وصدر لـه كتاب “استحضار المكان – دراسة في الفن التشكيلي الفلسطيني المعاصر” عام 2000، بتونس اشتمل على 300 صورة لأعمال فنية لفنانين فلسطينيين، بترشيح من وزارة الثقافة الفلسطينية، ودعم من المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة التابعة للجامعة العربية، حيث تفرّغ ثلاث سنوات لإنجازه، وهو الكتاب الرابع عن الفن التشكيلي الفلسطيني، بعد كُتب (المناصرة 1975 – شمّوط 1989 – محظيّة 1997).

Hide picture