إنطلاق شهر السينما الفلسطينية في لبنان

برنامج العروض السينمائية في «دار النمر» للشهر الجاري يتناول القضية الفلسطينية من خلال ثلاثة عروض لأفلام لاقت نجاحاً كبيراً لدى الجمهور ومن قبل النقاد. وهي أفلام ناتجة بفكرتها وصياغتها عن مفاعيل الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وتشريد شعبها، واضطهاده وتعذيبه بشتى السبل. منها محاولات شطب ذاكرته وتراثه. اعتقال الفلسطينيين وانزال أنواع التعذيب بهم. ومحاولة السيطرة وتدجين من صمدوا في أرضهم ووطنهم.

  • في 16 الشهر الجاري فيلم «خيوط السرد» لكارول منصور. وفيه تروي إثنتا عشرة إمرأة فلسطينية حياتهن قبل الشتات، ذكرياتهن ومشاعرهن حيال هويتهن. نسوة ترتبط قصصهن بخيط التطريز الأبدي. اثنتا عشرة امرأة، يمتلكن الصمود، العزم، وبلاغة التعبير، التي يأتين بها من نواحيهن المتفاوتة في الحياة: محاميات، فنانات، ربات منزل، ناشطات، مهندسات، وسياسيات، يطرزن معاً قصة وطنهن، حرمانهن، وثبوتهن على أن العدالة لا بد أن تسود يوماً. من خلال قصصهن، يتشابك السرد الفردي مع السرد الجماعي، محافظاً في الوقت ذاته على تميزه وخصوصيته. اثنتا عشرة إمرأة، اثنا عشر عمراً، وقصص من فلسطين الأرض التي كان موقعها محدداً على خريطة العالم، صار واقعها مطرزاً على وجهه.

كارول منصور، مخرجة أفلام وثائقية مستقلة ومؤسِسة «فوروارد فيلم بروداكشن» في بيروت سنة 2000. تملك خبرة 25 سنة في إنتاج الوثائقيات، غطت كارول منصور العالم من سريلانكا إلى لبنان وأوزبكستان. تعكس أعمالها اهتمامها بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وتتطرق لمواضيع كالعمال المهاجرين، اللاجئين، مسائل بيئية، الصحة النفسية، حقوق المقعدين، الحرب والذاكرة، الحق في الرعاية الصحية، وعمالة الأطفال. ويلي عرض الفيلم حوار مع المخرجة كارول منصور والكاتبة والممثلة رائدة طه.

  • «اصطياد أشباح» لرائد أنضوني في 23 الشهر في السادسة والنصف مساء. لم يتبق للمخرج رائد أنضوني من تجربة اعتقاله في المسكوبية، مركز التحقيق التابع للمخابرات الإسرائيلية شاباك، في عمر الثامنة عشرة، إلا شظايا ذكريات لا يملك تمييز الحقيقي منها عن المتخيل. وفي سعيه إلى مواجهة هذه الذكريات التي تطارده، يقرر أنضوني إعادة بناء ذلك المكان الغامض. واستجابة لإعلان عن وظائف شاغرة لمعتقلين سابقين في المسكوبية من أصحاب الخبرة في مجالات متعددة، يتجمهر عدد منهم في باحة بالقرب من رام الله لينطلقوا معاً في رحلة لإعادة اكتشاف ملامح سجنهم القديم، وليحاولوا تمثيل قصة عاشوا تفاصيلها بين جدران المركز.

ولد رائد أنضوني في فلسطين في عام 1967 ودخل عالم السينما منتجاً مستقلاً. في عام 1998 شارك في تأسيس شركة الإنتاج الرائدة دار للأفلام حيث أنتج وتولى توزيع عدد من الأفلام الفلسطينية على مستوى العالم. حاز فيلمه الأخير «اصطياد اشباح» على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين السينمائي الدولي 2017.

  • «المطلوبون الـ18» لعامر الشوملي يُعرض في 30 الشهر الجاري في الساعة 6 والنصف. ففي أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 دعا القادة الفلسطينيون المجتمع المحلي لإيجاد بدائل عن المنتجات الإسرائيلية، فقامت مجموعة من الناشطين الفلسطينيين بإنشاء مزرعة لإنتاج الحليب والأجبان والألبان بثمانية عشر رأساً من الأبقار. وما أن نجح «حليب الانتفاضة» حتى أمر الجيش الإسرائيلي بإغلاق المزرعة معلناً الأبقار خطراً على الأمن القومي. يواظب الناشطون على المعمل مخبئين الأبقار، ويستمرون بإنتاج الحليب الفلسطيني. هذه قصة المطاردة التي يخوضها أقوى جيش في الشرق الأوسط ضد 18 بقرة.

عامر الشوملي فنان فلسطيني يستخدم أساليب فنية متعددة، تتنوع بين اللوحات والأفلام والإعلام الرقمي والرسوم الهزلية كأدواتٍ لاستكشاف المشهدين السياسي والاجتماعي للفلسطينيين والتفاعل معهما.

وهو يركز في أعماله على خلق أيقونات الثورة الفلسطينية واستخدامها. وُلد في الكويت العام 1981، وحصل على البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة بيرزيت في فلسطين، وعلى شهادة الماجستير في الأنيميشن من جامعة بورنموث في المملكة المتحدة، ويقيم حاليا في رام الله، فلسطين. يلي عرض الفيلم حوار مع المخرج.

المصدر القدس العربي

Hide picture