مسلم بدارين… ريشة المجتمع الفلسطيني

يرسم الفنان الفلسطيني، مسلم بدارين، قضايا المجتمع الفلسطيني المختلفة بطريقة غير تقليدية، ويهدف عادة إلى التركيز على الزوايا الخاصة في تلك القضايا، ويبرزها للجمهور بطرق غير اعتيادية، تلفت الأنظار بغرض تسليط الضوء عليها.

 

ويبحث بدارين كثيراً عن الزاوية التي سيتناولها بريشته في لوحته ويحددها بدقة، وهو عادة ما يعتمد الأسلوب السريالي في التعبير عن ذلك.

يعمد إلى أن يعيش القصة التي ينوي معالجتها، من خلال تقمصها، والإحساس بها، حتى يتمكن من ضخ رسالتها كما هي وفق منظوره الفني، حيث تتخلّق الفكرة التي يعيشها في وجدانه، لتصل للجمهور.

بدأ الفنان مسلم بدارين، وهو من بلدة السموع في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، بإبراز فكرته قبل ثلاث سنوات، من خلال ثلاثة معارض خاصة افتتحها في رام الله والخليل. يتناول فيها الحركة الواقعية، والفن السريالي، ويبدع في إيصال الرسالة الخاصة البعيدة عن التقليد والنمطية.

ويقول لـ”العربي الجديد”، إنه يعمد إلى التميز في لوحاته، ويحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الأسلوب ذاته المتناول في الكثير من القضايا المشابهة، ويبحث في كل مرة عن طريقة جديدة وأسلوب مميز يجعله مختلفاً في تناول قضايا المجتمع الهامة بطريقة خاصة وواقعية أكثر قدرة على التعبير عن الرسالة بالريشة واللوحة.

بالألوان الزيتية يرسم بدارين قضايا مجتمعية، متعلقة بحقوق الإنسان، والمرأة، والأطفال، واللجوء، والأسرى وغيرها من القضايا الهامة في حقوق الإنسان، وكذلك يتناول حقوق الحيوان، ويمكن لأي من يشاهد لوحاته أن يلمس الفكرة والهدف منها بطريقة مغايرة وتعبر عن الواقع بصورة أكثر واقعية.

 

يرى بدارين أنه قادر على تناول الزوايا المخفية، وعلى سبيل المثال عندما تعامل مع إضراب الأسرى الفلسطينيين في العام الماضي، وكيف أبرز تضحيات الجسد في الصمود والبقاء من دون طعام، وكيف يصنع الجسد ذاته القوة والمقاومة للأسير لأجل القضية التي يكافح من أجلها.

أفكار الفنان الفلسطيني لاقت تفاعلاً ملحوظاً عند الأصدقاء في المجتمع الذي يحيط به، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً، حيث يمكنه معرفة ردة فعل روادها على الأفكار المطروحة من خلال لوحاته التي يتقمص عادة شخصيتها، وتلك التي يتعمد عادة المبالغة بالتعبير عنها، بحيث يصل لما فوق الواقع، حتى تتمكن اللوحات من أن تلمس واقع القضية ذاتها، كي تصل إلى الناس كما هي، وكما يريد بدارين إيصالها لهم، بريشته وأفكاره المشاغبة.

العربي الجديد

Hide picture