ريم بنَّا تتحدى آلامها وتغرّد بوترٍ وحيد

أعادت الفنانة الفلسطينية ريم بنَّا، الأمل لقلوب كثيرين من محبيها ومحبي فنها، معلنةً تحديها للوتر الصوتي الأيسر الذي أصيب بالشلل، ومتكئةً في ذلك على الوتر الأيمن، الذي كان لها سنداً ومُعيناً، حتى نجحت في تسجيل عمل زودها بأوكسجين الحياة، ومنحها جرعات إضافية من الحماس.

وقالت في تغريدة لها على موقع “تويتر”: “أجبروني بالأمس على محاولة الغناء.. كمن يُطالب مشلولاً بالوقوف والانطلاق نحو الشمس.. فعلت.. وتم تسجيل أغنية.. بوترٍ وحيدٍ يقاوم.. سيصدر ألبومي الجديد في ربيع 2018.. كونوا على مد سمع القلب”

 

معاناة كبيرة تصدت لها ريم خلال العامين الماضيين، فصوتها الذي تعتبره سلاحها، خانها، لتعلن توقفها عن الغناء في وقت سابق، وهو ما اعتبره كثيرون خسارة كبيرة، وبإعلان عودتها، وبدئها العمل على ألبومها الجديد، ونشرها لصور لها في الاستوديو أثناء التسجيل، تنفس الكثيرون الصعداء، معلنين عن لهفتهم وشوقهم لروائعها، ومؤكدين أنها بمثابة شعاع من نور، وواصفينها برمز الصمود، وبسنديانة فلسطين وأوراق زيتونها المناضلة الباسلة القوية.

 

بلا غناء

 

«ألبوم بلا غناء، بل موسيقى تولد من ملفاتي الطبية المتحولة إلى رقمية، وفيض موسيقى مجنونة، ينسج معها بوح قاطع من صوت خافت يقول «مقاومة حتى الرمق الأخير». بهذه الكلمات، وصفت ريم بنَّا إصدارها الجديد على صفحتها عبر «فيسبوك»، ومن خلال مقطع «اللايف» الأخير الذي نشرته مؤخراً، أكدت أن ألبومها الجديد هو شكل من أشكال التحدي والمقاومة، لافتةً إلى أن ما تعانيه من أوجاع وآلام، يصعب على الكثيرين تحمله.

 

وذكرت أن البومها المقبل سيكون جديداً ومختلفاً بكل معنى الكلمة، إذ تمت الاستعانة بصور الأشعة والرنين المغناطيسي والملفات الطبية التي تتضمن حالتها، وتحويلها عبر برنامج معين من ملفات صور إلى ملفات موسيقى، ومن خلالها ستنبعث الموسيقى لتكون الصوت الحقيقي لأوجاعها، واللحن الذي يعكس ما عانته وتعانيه من آلام، ترافقها قراءات لنصوص قامت بكتابتها، وطرحت من خلالها مجموعة تساؤلات وباقات غضب وتمرد ورفض لضعف كئيب لن تقبل بأن يتغلب عليها.

 

رسالة رفض

 

ومن غرفة العمليات السرية لألبومها الجديد، الذي يشاركها فيه الفنان العالمي بوغي ويسليتوفت، الذي عمل معها سابقاً في ألبومها «تجليات»، نشرت ريم بعض صور تنحاز للحرية والصمود، معلنةً من تلك الغرفة، موعد إطلاق ألبومها الذي سيكون في شهر أبريل المقبل من هذا العام، كما نشرت بعض مقاطع من كلمات ألبومها الجديد، ومنها «وكلما اشتدت الدنيا علي.. يتسع قلبي.. وإن ضاق دربي المتعثر.. أحلم بورد الطريق».

 

وقالت ريم بنَّا في المقطع «اللايف» إن ألبومها الجديد بمثابة رسالة رفض في وجه من يريد أن يُسكت صوتها، مؤكدةً أنها تواجه صعوبات كبيرة في العمل عليه، إذ إن معاناتها من قصر النفس وأوجاع الرئة، تجبرها على التوقف أكثر من مرة في قراءة النص، ما يزيد كم الإرهاق والتعب، وقد لاقى المقطع تفاعلاً كبيراً ولافتاً من الجمهور الذي كان داعماً لكل خطوة تقوم بها.

 

ورغم ما مرت به الفنانة ريم بنَّا من آلام وأوجاع، إلا أنها لم تفقد الأمل يوماً، فرغم توقفها عن الغناء، إلا أن الموسيقى والغناء كانا حاضرين دائماً في أعماقها، ولطالما أحزنها ضعف حنجرتها، إلا أنها لم تقبل بأن تنتقل عدوى الشلل إلى إرادتها، التي ظلت صامدة حتى غردت أخيراً بوتر وحيد.

 

حالة فريدة

 

تعد ريم بنَّا حالة فنية فريدة من نوعها، فهي تؤلف معظم أغنياتها، كما أنها تمتلك خطاً فنياً مختلفاً عن غيرها، وأعمالها تعكس معاناة الشعب الفلسطيني، وتنحاز للتاريخ والتراث والثقافة، ومن خلالها، نجحت ريم في التعبير عن هموم المواطن الفلسطيني وأحلامه، كما تحتفظ الذاكرة بأغنيات قدمتها ريم للأطفال، قامت بكتابتها وتأليفها بنفسها، وقدمتها في أكثر من مهرجان شاركت فيه.

 

المصدر : البيان الإماراتية

Hide picture