“القَصَبُغلِي”.. صوت فلسطيني أصيل من الزمن الجميل

غزة-فلسطيني-الاناضول

عذوبة صوته وأصالة الموسيقى التي يُقدمها لعشاقه في قطاع غزة، كافية لإغراء كل من يسمعه، صغيراً وكبيراً.. إنه الفنان الفلسطيني “زياد القَصَبُغلِي” من أصول تركية.

شعاره أينما حل هو “الطرب الأصيل” في مواجهة ما يسميه “الفن الهابط” بأغانيه الصاخبة التي يعتبرها “فارغة المضمون وتلوث الأذن الموسيقية للمستمع”.

ورغم تقدمه في السن، تجد الشباب يقبلون على حفلاته التي يحييها مستمتعين بأغاني “الزمن الجميل” الذي لم يعيشوه.

فـ”القصبغلي”، يُسمعهم أغان لمطربين عرب مشاهير رحلوا، ولكن أصواتهم ما زالت حية في ذاكرة الأجيال القديمة والحديثة. أمثال فريد الأطرش، وعبد الحليم حافظ، وعبد الوهاب، وأم كلثوم، وعبد العزيز محمود، وليلى مراد، وصباح، وشادية.

وتتكون مفردة “القصبغلي” من مقطعين هما: قصاب وتعني بالتركية “جزار” وأوغلو وتعني “ابن”، ولكن مع مرور السنين تم اختصارها لتُلفظ بما أصبحت عليه اليوم.

في ليلة من الليالي، كان عشرات الشباب يحتفلون بزواج صديقهم هاني أبو الناجي (26عاما)، ويتراقصون يمنة وشمالا على وقع موسيقى العود التي ترافق كلمات أغنية قديمة للفنان المصري عبد الحليم حافظ .

ويصف الفنان، الأغاني الصاخبة التي يفضّل فئة من الشباب ترديدها في السهرات بـ”الشعوذات”.

بل ويعتبرها “فارغة المضمون تؤدي في نهاية الأمر إلى تلوّيث الأذن الموسيقية للمستمع”.

بدأ القَصَبُغلِي رحلته في عالم الفن منذ عام 1968، حينما التحق بمعهد الغناء لتعليم الموسيقى.

ويقول للأناضول إنه شارك في تعليم الموسيقى لعشرات المكفوفين، لعدة عقود.

ومنذ طلعته الفنية، تخصص القَصَبُغلِي في إعادة إحياء الفن الأصيل من حيث النوع الغنائي، والتلحين الموسيقي.

ويحاول الفنان السبعيني من خلال إحيائه لحفلات “الطرب الأصيل”، تدريب الأجيال الشابة على الآلات الموسيقية الشرقية، كالعود، والناي، والدف، والطبلة، والأورغ، والكمان، والقانون.

ويرى القَصَبُغلِي أن “الأغاني الشعبية الصاخبة التي ترافقها الموسيقى الغربية، فارغة المضمون تؤدي في نهاية الأمر إلى تلوّيث الأذن الموسيقية للمستمع”.

وتابع: “النوتة الموسيقية لتلك الأغاني مكررة، والكلمات بالكاد تتكون من جملة واحدة، فارغة من أي معنى”.

ويُبدي الفنان الفلسطيني استياءه تجاه ما وصفه بـ”انحدار الذوق الموسيقي العام”، الذي يدفع بالشباب لسماع أغاني شعبية والرقص عليها بحالة تُشبه “الجنون”.

ويرجع القَصَبُغلِي التفاف بعض الشبان حول تلك الأغاني الصاخبة والتي يصفها بـ”الهابطة”، إلى غياب تذوق وثقافة الفن لديهم.

إلا أنه ومنذ أكثر من 10 سنوات، لاحظ القَصَبُغلِي زيادة في توجه فئة الشباب لسماع الأغاني الطربية القديمة والموسيقى الشرقية. مرجعاً ذلك إلى إدراكه واقتناعه بـ”انحدار” الموسيقى الصاخبة.

وأردف: “في هذه الحفلات الأصيلة تشعر بالفرحة حينما ترى الشباب يهزون رؤوسهم وأجسادهم طرباً، على خلاف رقصات الجنون التي يؤدونها عند سماعهم للشعوذات الموسيقية”.

الموسيقى والفن ليس لهما وقتا أو عمرا أو زمنا محددا، طالما كان الفنان حيّا يرزق، وجب عليه أن يُعطي من هذا الفن للجمهور”. هكذا يراها الفنان الفلسطيني.

ولفت القَصَبُغلِي إلى زيادة أعداد طلاب الموسيقى الذين يخصصون أوقاتهم لتعلّم العزف على الآلات الشرقية والطرب الأصيل لديه في قطاع غزة.

ووصف الأشخاص الذين يحرصون على سماع هذا النوع من الفن بأنهم “أصحاب أذن موسيقية سليمة”.

وإلى جانب أغاني الطرب الأصيل، يقول الفنان إنه ساهم في تلحين الأغاني الوطنية وأغاني التراث الفلسطيني خلال المهرجانات المحلية والدولية الوطنية.

وفي حديثه عن أغاني التراث الفلسطيني يردد القَصَبُغلِي أغنية شارك في إعدادها، تقول “كرم التين باعث حسون (…) قولوا يا حسون، مش راح ننساك يا كرم التين”، مضيفاً إن “كرم التين يرمز للضفة الغربية والأراضي التي تُسيطر عليها إسرائيل”.

ويقول إنه يغني الأناشيد التراثية خلال إحيائه لبعض السهرات الشبابية أو الطربية أو الأمسيات الشعرية.

Hide picture