أشهر عادات وتقاليد الزواج في فلسطين

يعد الصيف موسم الأعراس عند الفلسطينيين، حيث تكثر خلاله الاحتفالات التي تتسم بعادات وتقاليد فلسطينية مختلفة. ويحاول الشعب الفلسطيني التمسك بهذه العادات التي تعتبر نبض وروح هذه البلاد على الرغم من وجود بعض الاختلافات البسيطة بين عادات الأسر الفلسطينية في بعض المناطق. واليوم سنروي لكم قصة زواج شاب فلسطيني من مدينة القدس يدعى صالح من فتاة من مدينة يافا تدعى مريم، حيث سنعرض لكم القصة منذ بدايتها إلى أن تم عقد قران هذان العروسان.

يعتبر زواج صالح ومريم زواج فلسطيني تقليدي، حيث بدأت أم العريس بالبحث عن عروسة مناسبة لابنها صالح بما يناسبه ويطلبه، وقد تعرّفت أمه على مريم في إحدى الزيارات ووقع الاختيار عليها لتعرفها على ابنها. وهنا، بدأت أم صالح بالحديث مع ابنها عن أخلاق وجمال مريم، وقد تحمّس صالح كثيرًا لرؤيتها وطلب من أمه أن تأخذ موعدًا ثاني لزيارتها برفقة صالح. وبالفعل، ذهب صالح مع أمه عند أهل مريم والتقى بها وأخذهما الحديث وكان التفاهم والانسجام واضحًا على وجوههما. اتفقت أم صالح على إعطاء مهلة لأم مريم حتى يتم السؤال عن العريس وأهله من حيث الأخلاق والدين. بعد انقضاء المهلة، اتصلت أم مريم بأم صالح وكان الرد إيجابيًا وحصل الاتفاق على الزيارة الثالثة لطلب مريم رسميًا من أهلها عن طريق كبار رجال العائلتين لقراءة الفاتحة، وقد تم ذلك في هذه الجلسة وتم الاتفاق على المهر وموعد الخطبة والزواج.

في هذه الفترة، قامت العديد من الولائم بين العائلتين ليتعرف صالح ومريم على بعضهما البعض، كما قام صالح بشراء الدبل والذهب المتفق عليه من “المهر” لكي يقوم بتلبيسها لمريم في يوم الخطبة، وهو ما يُعرف بيوم “الصمدة”. وفي هذا اليوم، قام العرسان بالاحتفال مع أقاربهم وأصدقائهم على أغاني فلسطينية كثيرة مثل (أسماء الأغاني).
في هذه الفترة أيضًا، كان صالح ومريم يقومان بالبحث عن البيت المناسب لهما. وقبل يوم الفرح، قام أهل صالح بترتيب حفل له يدعى بحفل “الشمع” حيث يحتفلون به أصدقائه ويودعون معًا عزوبيته. كما تم بنفس اليوم الاحتفال بمريم بحفل “يوم الحناء” الذي صاحبه العديد من الأهازيج والأغاني الشعبية مثل (من وين جبت الحنا من وين يا عريس). كما قامت النساء في ليلة الحناء بعجن الحناء وتجهيزها بطبق واسع، ثم زينوها بالورود وأغصان الزيتون والشموع. وذهبن بعد ذلك بالحناء إلى مريم لتتم تحنيتها ومن ثم تحنية المدعوات، وقد كثرت في هذه الليلة الزغاريد وكثر الرقص على الدلعونة والميجنا. خلال فترة الخطوبة أيضًا، تم تحديد موعد عقد القران بإحضار المأذون إلى منزل أهل مريم.

أما بالنسبة ليوم الزفاف وسهرة العرس، فهو اليوم الكبير والمنتظر من كلا العروسان وأهلهما. في هذا اليوم، ذهب صالح مع أقاربه إلى بيت من بيوتهم واجتمعوا هناك وقام بالاغتسال بمساعدة شكلية من قبل الأقارب، ثم ساعدوه في ارتداء ملابسه المكوّنة من (الحطة والعقال) ورقصوا وغنوا على أغنية (طلع الزين من الحمام)، أما بالنسبة لمريم فاجتمعت مع بنات العائلة وهن يرددن أغاني فلسطينية شعبية بشكل رائع لكي تتجهز ليومها الكبير.

كان الزفاف داخل صالة كبيرة دعى العرسان فيها أقاربهم وأصدقائهم، ولكن قبل الذهاب إلى الصالة قام المقربون من صالح بحمله على أكتافهم والمشي به في حواري منطقتهم متجهين لبيت مريم. يصاحب هذا أهازيج وزغاريد وأغاني شعبية فلسطينية تدل على فرحتهم بهذا الزواج مثل أغنية طلع الزّين من الحمام، رنّة سويرة، قولوا لأمو ووصلة من أغاني التراث الفلسطيني العريق، كما صاحبت الزفة تصفيق الأيدي ونقر الطبلة والدبكة الفلسطينية. هكذا احتفل صالح ومريم بيوم الزفاف الذي كان يتحدث بكل تفاصيله عن هوية فلسطين.

كما ترون، لا يزال الفلسطيني محافظًا على تراثه رغم كل المحاولات التي تعمل على إلغاء وطمس الهوية الفلسطينية، ومن أهم المظاهر الاجتماعية التي يسعى إليها الشعب الفلسطيني في إبرازها والمحافظة على هويتها هي الأعراس الفلسطينية التي تعتبر من أهم المناسبات المهمة لإبراز الهوية الفلسطينية.

Hide picture